مشروع الزواج، فخير البر عاجله، والله تبارك وتعالى هو الذي يقول: {إن يكونوا فقراء يُغنهم الله من فضله}، والسلف فهموا هذا فكان قائلهم يقول: (التمسوا الغنى في النكاح)، نسأل الله أن يكون الزواج سببًا لغناك، فطعام الاثنين يكفي الأربعة، والزوجة تأتي برزقها، نسأل الله تبارك وتعالى أن يوسّع عليك.
ولا مانع مع هذا من أن تتخذ الأسباب، فتجتهد في البحث عن عمل، أو البحث عن مؤسسات خيرية يمكن أن تساعدك، أو البحث عن آخرين يمكن أن يتفهموا وضعك ويقفوا معك، فالإنسان في هذه الحياة يحتاج إلى أن يُساعد الآخرين ويُساعدوه، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يستمر هذا التفهم من الفتاة وأهلها لظرفك، وفعلاً هذه أسرة عاقلة، حريصة عليك، وهذا يظهر أنك متميّز، فنسأل الله أن يُعينك على الخير.
ونحب أن نقول: قلّة المال لا تقف عائقًا أمام الزواج، ومع ذلك الإنسان أيضًا عليه أن يفعل ما أمر به الشرع، {فامشوا في مناكبها}، عليه أن يسعى، ويبذل ويجتهد ويحاول، ويطرق الأبواب، ثم يتوكل على الكريم الرزّاق، فالمؤمن يفعل الأسباب ثم يتوكل على العزيز الحكيم، قال تعالى: {ومن يتوكل على الله فإن الله عزيزٌ حكيم}، وقال: {ومن يتوكل على الله فهو حسبُه}، وقال: {ومن يتق الله يجعل له مخرجًا ويرزقه من حيث لا يحتسب}.
وإذا كانت الظروف واضحة وشرحتها للفتاة، وأهل الفتاة على علمٍ بذلك؛ فنتمنَّى ألَّا تتأخّر في مشروع الزواج، ولا تكلّفوا أنفسكم ما لا تُطيقون، والأشياء اليسيرة (أثاث البيت وغيره) خير من الأشياء الكثيرة والمكلفة ماديًّا، والله تعالى في عون مَن يريد العفاف، كما جاء في الحديث: (ثَلَاثَةٌ حَقٌّ عَلَى اللَّهِ عَوْنُهُمْ: المُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَالمُكَاتَبُ الَّذِي يُرِيدُ الأَدَاءَ، وَالنَّاكِحُ الَّذِي يُرِيدُ العَفَافَ)، إذًا طالما أنت تريد العفاف وتريد الحلال فسيكون الله تعالى عونًا لكم على مزيد من النجاح ومزيد من التوفيق.